أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع
تُعرَّف التفتفة عند الأطفال الرضع بسيلان اللعاب خارج الفم دون قصد. غالبًا ما تعود أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع لضعف عضلات الفك أو وجود الكثير من اللعاب الزائد في الفم.
تسمى الغدد المفرزة للعاب بالغدد اللعابية، وكل إنسان يمتلك ستة من هذه الغدد، تقع في أسفل الفم والخدين وبالقرب من الأسنان الأمامية. تنتج هذه الغدد عادة من 2 إلى 4 مكاييل من اللعاب يوميًا، وعندما تصاب هذه الغدد باضطراب ما تقوم بإفراز المزيد من اللعاب وهذا ما يسبب التفتفة عند الأطفال.
أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع بشكل طبيعي
- التفتفة عند الأطفال الرضع أمر طبيعي في العامين الأولين من الحياة. فالأطفال في هذين العامين يكونون غير مسيطرين بشكل كامل على عملية البلع وعضلات الفم حتى يبلغوا 18 أو 24 شهرًا.
- سيلان اللعاب في مرحلة التسنين طبيعي.
- سيلان اللعاب طبيعي أيضًا أثناء نوم الأطفال.
أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع بشكل مرضي
من أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع أن تكون عرضًا لحالة طبية أو تعبّر عن تأخر في النمو، أو نتيجة لتناول بعض الأدوية، اهم الأسباب:
الجهاز العصبي المركزي واضطرابات العضلات:
يُعد سيلان اللعاب أمرًا شائعًا عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي والعضلات، مثل الشلل الدماغي وشلل العصب الوجهي والوهن العضلي الشديد والتهاب العضلات. تشير التقديرات إلى أن 25٪ إلى 35٪ من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يسيل لعابهم بدرجات متفاوتة وأن 10٪ من هؤلاء الأطفال يعانون من سيلان اللعاب المحرج. يعاني عدد كبير من هؤلاء الأطفال من خلل وظيفي في البلع، وعدم كفاية التقدير الحسي لفقدان اللعاب الخارجي، أو عدم القدرة الهيكلية أو الوظيفية على إغلاق الشفاه أثناء مرحلة البلع. قد يكون الخلل الوظيفي في البلع ثانويًا بسبب حركات اللسان غير المنسقة، والتقلص التشنجي للعضلة العاصرة البلعومية، وخلل التنسيق بين البلعوم والعضلة العاصرة، ونقص التحكم المنسق في عضلات الرأس والرقبة.
التأخر العقلي:
يحدث سيلان اللعاب في حوالي 10٪ من الأطفال المصابين بالتأخر العقلي، وقد يكون سيلان اللعاب ثانويًا للتأخر في تطور حركة البلع المنسقة، والبلع غير الفعال والمتكرر، ونقص الوعي بعدم الكفاءة الفموية، وعدم اكتمال إغلاق الشفة أثناء البلع. العديد من الذين يسيل لعابهم لديهم دفع لسان طفولي، مما قد يسبب مشاكل في الأكل والبلع.
آفات الفم والبلعوم:
قد تسبب العدوى الحادة التي تصيب الفم أو الحلق مثل التهاب اللثة والفم الناتج عن فيروس الهربس البسيط أو فيروس كوكساكي فرط إفراز اللعاب. كما قد تسبب آفات بلعومية أخرى سيلان اللعاب بسبب الألم أو صعوبة البلع. وتشمل هذه التهاب اللوزتين الحاد، والخراج خلف البلعوم، والتهاب لسان المزمار وتلف الغشاء المخاطي للفم أو البلعوم الناجم عن ابتلاع مادة كاوية أو بسبب رض مباشرة.
آفات المريء من أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع
قد ينتج سيلان اللعاب عن انسداد المريء كما قد يحدث مع تضيق المريء أو وجود جسم غريب في المريء. كما قد ينتج سيلان اللعاب أيضًا عن تناول المواد الكاوية أو الأحماض المسببة لتآكل جدار المريء.
الارتجاع المعدي:
من أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع الارتجاع المعدي المريئي أيضًا. حيث يُعتقد أن تحفيز المريء بواسطة الأحماض المعدية يثير منعكس المريء اللعابي.
الأدوية والمواد الكيميائية:
تشمل الأدوية التي تتواجد ضمن قائمة أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع المورفين والبيلوكاربين والميثاكولين والهالوبيريدول والكلوزابين. يمكن تفسير سيلان اللعاب الثانوي التالي لاستخدام البنزوديازيبينات مثل nitrazepam بسبب عدم تناسق حركات البلعوم الناتجة عن الأدوية مع ضعف البلع.
فرط اللعاب هو سمة بارزة للتسمم بالزئبق والسيلينيوم ومركبات الفوسفات العضوي. كما قد ينتج سيلان اللعاب أيضًا عن التسمم بالكوكايين أو الفينسيكليدين.
المضاعفات
سيلان اللعاب قد يسهل انتقال العدوى، كما قد يؤدي إلى فقدان السوائل والشوارد، وفي حالات نادرة قد يكون السيلان شديدًا لدرجة أنه يسبب التجفاف للرضع، ويمكن أن تؤدي التفتفة المستمرة إلى إضعاف النطق.
وفي حال استمرار المشكلة حتى مرحلة المدرسة فتتراوح مضاعفات سيلان اللعاب عندها من الإحراج البسيط وعدم الراحة للمريض السليم عقليًا مع الحد الأدنى من سيلان اللعاب إلى الضعف العاطفي والجسدي الشديد للطفل المصاب بشدة. كما قد ينتج عن سيلان اللعاب حالة غير صحية تترافق مع رائحة كريهة. ومن الممكن أن يلوث الأطفال الذين يسيل لعابهم ملابسهم وألعابهم وكتبهم، مما قد يسبب تراجعًا في التحصيل المدرسي وفي الاندماج المجتمعي، فسيلان اللعاب غير جذاب من الناحية الجمالية وقد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والرفض، وهذا قد يكون له تأثير نفسي عميق على الطفل.
كيف يتم علاج أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع؟
يجب معالجة أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع ما أمكن ذلك، ولكن يجب الانتباه إلى أن الدرجة الخفيفة من سيلان اللعاب هي أمر طبيعي في الحياة المبكرة للطفل. عادة ما يتوقف السيلان عند الأطفال الطبيعيين عند بلوغهم العامين، وعلى هذا النحو، لا يوجد علاج ضروري لهؤلاء الأطفال. بالمثل، لا يلزم العلاج الفعّال إذا لم يتشافى الطفل من مشكلته العصبية أولًا لمدة ستة أشهر على الأقل، فقد يحدث تحسن عفوي في سيلان اللعاب لدى الطفل عندما يتعافى من المشكلة عصبية.
العلاج المعرفي:
غالبًا ما تكون الإحالة إلى عيادة للعلاج المعرفي السلوكي لمعالجة مشكلة التفتفة ضرورية في حالات سيلان اللعاب المعتدلة إلى الشديدة. نظرًا لأن المشكلات الوظيفية الموضعية والشفوية هي السبب الرئيس في التفتفة لدى الطفل، فقد تلعب البرامج المصممة لتحسين عضلات الفم والبلع بالإضافة إلى المهارات الحركية الفموية دورًا مهمًا في إدارة سيلان اللعاب. قد يقلل العلاج الطبيعي من سيلان اللعاب بشكل ملحوظ عن طريق تحسين استقرار الفك وإغلاقه؛ وزيادة حركة اللسان وقوته ووضعه ؛ وتحسين إغلاق الشفة خاصة أثناء البلع. كلما تم إجراء العلاج المعرفي في سن مبكرة زادت فرصة الطفل في التعافي، وكلما تقدم عمر الطفل تضاءلت نسبة نجاح العلاج.
الأطفال الذين يعانون فقط من مشكلة سيلان اللعاب المعتدلة ولديهم ذكاء طبيعي أو قريب من الطبيعي ولديهم حافز مرتفع قد يستفيدون من تعديل السلوك. حيث تستخدم برامج تعديل السلوك مجموعات مختلفة من الإشارات والتعزيز الإيجابي. تتضمن إحدى الطرق مثلًا عددًا من الجلسات التي يتم خلالها تكييف المريض على البلع استجابةً لإشارة سمعية صادرة عن جهاز إلكتروني.
الجراحة كعلاج لأسباب التفتفة عند الأطفال الرضع
ينبغي النظر في الجراحة للمرضى الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق والذين يعانون من سيلان اللعاب الشديد أو المرضى الذين يعانون من سيلان اللعاب المعتدل والذين يفشل العلاج المحافظ لديهم لمدة ستة أشهر على الأقل في إحداث تغيير كبير في حالة التفتفة. تم استخدام أساليب جراحية مختلفة، منفردة أو مجتمعة، للتحكم في سيلان اللعاب. تشمل هذه الأساليب الاستئصال الغدي، وربط الأقنية أو إعادة توجيه الأقنية.
- الاستئصال الغدي هو بالتأكيد أحد الخيارات لعلاج السيلان اللعابي. استئصال الغدة تحت الفك السفلي هو إجراء بسيط نسبيًا، ولكن يجب توخي الحذر لعدم إصابة العصب الوجهي والعصب اللساني والعصب تحت اللسان أثناء العمل. كما يجب معرفة أن استئصال الغدة تحت الفك السفلي يترك ندبة مرئية قبيحة من الناحية التجميلية. كما لا يوصى باستئصال الغدة النكفية بشكل عام بسبب خطر إصابة العصب الوجهي.
- من السهل إجراء الربط الجراحي للقنوات اللعابية وتكون النتائج فورية. ومع ذلك، قد يحدث تورم وألم في الوجه بعد العملية الجراحية، خاصة عند تناول الطعام. تشمل المضاعفات الأخرى العدوى المتكررة في الغدد المصابة وجفاف الفم وتكون النواسير.
- من السهل أيضًا إجراء إعادة توجيه القنوات اللعابية إلى الحفرة اللوزية، وهو العلاج الجراحي المفضل. يسمح الإجراء للفرد المصاب بتجاوز المرحلة الشفوية للبلع ويسمح بالبلع البلعومي التلقائي. لا تتأثر حاسة التذوق وكمية اللعاب المنتجة بهذا الإجراء.
بهذا نرى أن معظم أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع ترجع إلى كونها أسبابًا طبيعية، وما تبقى من الأسباب فيختلف علاجها باختلاف السبب كما وضحنا في المقال.
اقرأ ايضا: الصحة النفسية وعلاقتها بالصحة الجسدية
[…] اخترنا لك: أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع […]
[…] اخترنا لك: أسباب التفتفة عند الأطفال الرضع […]