علاج التواء الكاحل بالماء الساخن
قد يكون علاج التواء الكاحل بالماء الساخن أحد الحلول التي يلجأ إليها المرضى لتخفيف آلامهم، حيث يسبب التواء الكاحل آلامًا شديدة في بعض الأحيان، لكن هل يوجد فائدة من استخدام الماء الساخن فعلًا؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.
كل عام، يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من التواء الكاحل، والعديد من الدراسات تشير إلى فائدة العلاج المائي لإصابات الأربطة العضلية، وهذا ما سيجعلك تتساءل دائمًا حول حقيقة هذه الفائدة.
في الحقيقة يوجد فائدة فعلية من استخدام الماء الساخن، حيث يمكن أن يساعد العلاج المائي في تقليل الألم مع تعزيز إعادة تأهيل الأربطة.
ما مدى فعالية علاج التواء الكاحل بالماء الساخن؟
يمكن أن يوفر طفو القدم في الماء دعمًا إضافيًا لوزن الجسم، مما يخفف الضغط عن قدمك. هذا يجعل حمامات الأحواض الساخنة مفيدة عندما يحين وقت إدخال بعض الحركات إلى الكاحل الذي يكون في طور التعافي.
كيف يعمل علاج التواء الكاحل بالماء الساخن؟
هناك طريقتان أساسيتان يمكن أن تساعد في علاج التواء الكاحل بالماء الساخن:
من خلال تأثير الماء الساخن والطفو في الماء.
تأثير الماء الساخن مدعوم علميًا في تحسين توسع الأوعية الدموية مما يسبب إزالة الالتهاب الحاصل نتيجة الالتواء بأسرع وقت ممكن.
كما يساعد الطفو في الماء بدوره على تقليل التأثير والضغط على الكاحل المصاب.
تأثير الماء الساخن على أربطة الكاحل المصابة
عند لف الكاحل الملتوي دون معرفة طبية فقد يتسبب ذلك في تمزق أحد الأربطة، وهذا سيترك إصابة نسيجية بليغة طويلة الأمد غالبًا. أما العلاج بالماء الساخن فيمنح القدم حرية بالحركة لكن دون إحداث أذية، إضافة لخواصه العلاجية والمهدئة للألم.
إليك أفضل نتائج علاج التواء الكاحل بالماء الساخن
التعافي السريع
يعزز علاج التواء الكاحل بالماء الساخن تدفق الدم في الكاحل المصاب، وكلما زاد تدفق الدم إلى الرباط المصاب، زاد الأكسجين والمواد المغذية التي يحصل عليها.
هذا يعني أن استخدام الماء الدافئ أو الساخن يمكن أن يساعد في تروية الكاحل الملتوي. لذلك، يمكن أن يساعد تدفق الدم المحسن إلى الموقع المصاب في تسريع الشفاء.
وهذا هو السبب أيضًا في استخدام الماء الساخن عند المرضى الذين يعانون من أنواع أخرى من الالتواء، مثل الالتواء في الرباط الصليبي الأمامي. حيث يشير الباحثون أيضًا إلى أن المعالجة المائية يمكن أن تسرع من عملية التعافي في إصابات الرباط الصليبي الأمامي.
تقليل الآلام
وفقًا للعلماء، يمكن أن يمنع الماء الدافئ أو الساخن تفعيل مستقبلات الألم في الجسم. حيث تعمل درجة حرارة الماء المرتفعة على تثبيط مستقبلات الألم على المستوى الخلوي.
ولهذا السبب، يستخدم المرضى الذين يعانون من حالات الألم المزمن العلاج المائي. حيث يفيد العلماء أن العلاج بالماء يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الألم العضلي الليفي، كما أفاد العديد من المرضى بانخفاض مستوى الألم بعد جلسات العلاج المائي.
تنطبق فوائد الماء الساخن في تخفيف الآلام أيضًا على التواء الكاحل. بصرف النظر عن منع الألم الكلي، يساعد تدفق الدم المحسن الناتج عن الماء في تقليل الألم بشكل عام عبر ارتخاء العضلات المصابة بقوة بعد الإصابة.
إرخاء العضلات المصابة
قد تكون الحركات الخاطئة التي تسببت في التواء كاحلك كافية لشد العضلة بشكل كبير. في هذه الحالة قد تشعر بأن واحدة أو أكثر من عضلات قدمك أو كاحلك مشدودة بسبب الإصابة.
يمكن أن يساعد النقع في حوض استحمام ساخن في إرخاء عضلات القدم المتيبسة. هذا له علاقة بتأثيرات توسع الأوعية للعلاج بالماء الساخن، حيث يمكن أن يساعد تدفق الدم في تقليل تصلب العضلات وآلامها.
فوائد الطفو في الماء على الكاحل المصاب
في مرحلة ما أثناء عملية التعافي من الالتواء، يجب أن تبدأ في تحريك كاحلك مرة أخرى. المفتاح الأول للشفاء هو الإعادة التدريجية للحركة حتى لا تتسبب في الإصابة مرة أخرى.
يقول الخبراء أن تمارين (AROM) هي نقطة انطلاق جيدة في عملية التعافي. ووفقًا للدراسات، يمكن أن تساعد مثل هذه التمرينات في تعزيز حركة الكاحل. كما يمكنهم المساعدة في تخفيف التورم إلى حد ما بشرط أن تتمكن من تحمل الألم.
بالنسبة للمبتدئين، فإن علاج التواء الكاحل بالماء الساخن سيوفر الدعم للرباط المصاب. ستحمل قوة الماء بعضًا من وزن قدمك، مما يساعد على تقليل إجهاد التمرين. وهذا بدوره يمنحك الفرصة لإعادة تقديم حركات أكثر أمانًا لكاحلك المصاب.
كما أن الطفو في الماء له تأثير ضاغط لطيف على الكاحل الملتوي. حيث يمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى تقليل التورم وكذلك منع الكاحل من الحركة كثيرًا.
كيفية علاج التواء الكاحل بالماء الساخن
هناك العديد من المنتجات في السوق التي تؤمن المعالجة الحرارية الفعّالة، واختيار المنتج المناسب يعتمد على ما إذا كانت الحرارة الجافة أو الحرارة الرطبة أكثر ملاءمة لحالتك. وسائد التدفئة هي مثال على مصدر الحرارة الجافة، بينما الحمام الدافئ هو علاج حراري الرطب شائع. لكن أظهرت الأبحاث أن الحرارة الرطبة قد تكون أفضل من الحرارة الجافة عندما يتعلق الأمر باختراق الأنسجة العميقة. لذلك، قد تكون الحرارة الرطبة أكثر فعالية في علاج الأنسجة العضلية.
أثناء العلاج بالحرارة، من المهم استخدام درجة الحرارة المناسبة لتقليل مخاطر الحروق. عندما يتعلق الأمر بالنقع الدافئ في حوض استحمام ساخن، لا توصي لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية بالنقع في درجات حرارة تزيد عن 104 درجة فهرنهايت، كما يجب لف وسادات التدفئة أو عبوات التسخين بمنشفة أو طبقة من القماش تمنع الاتصال المباشر مع الجلد.
في حين أن وسادات وأكياس التدفئة قد تكون مثالية لمناطق أوسع مثل أسفل الظهر، لكن قد تتطلب المفاصل الأصغر أنواعًا أخرى من منتجات التسخين للعلاج الأمثل. على سبيل المثال، قد يختار الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكاحل غمر المفصل بالكامل في حمام البارافين. قد تستجيب الأوجاع والآلام الطفيفة من العلاجات القصيرة التي تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة يوميًا، إلا أن الأعراض المتوسطة قد تحتاج إلى علاج ممتد. قد يرى الأشخاص المصابون بالتواء الكاحل نتائجًا جيدة من النقع في حمام دافئ لمدة ساعة أو ساعتين.
(ملاحظة: قد لا يكون علاج التواء الكاحل بالماء الساخن مناسبًا للحوامل أو الأشخاص المصابين بأمراض الأوعية الدموية، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والتهاب الوريد الخثري، وغيرها من الحالات.)
متى يتوجب عليك زيارة الطبيب
وفقًا للأسطورة الشائعة، لا يمكن للطبيب فعل أي شيء لعلاج التواء. صحيح أن الالتواءات لا تتطلب عادةً الجبائر وغالبًا ما تلتئم من تلقاء نفسها، ولكن توصي الكلية الأمريكية لجرّاحي القدم والكاحل أن يقوم أي شخص يشتبه في إصابته بالتواء بزيارة الطبيب. فقد يكون لدى المرضى إصابة مختلفة تتطلب العلاج دون أن ينتبهوا لوجودها، أو قد يكون هناك إصابات إضافية شائعة، مثل كسر العظام.
أيضا، يمكن للطبيب تقييم شدة الالتواء. حيث يمكن أن نلجأ في الالتواءات الخطيرة إلى الجراحة أو للعلاج الطبيعي والعلاجات الأخرى التي تتطلب وقتًا طويلًا. كما يمكن أن يؤدي تأخير العناية الطبية إلى تأخير إعادة التأهيل.
إذا كان الألم خفيفًا وكان الشخص يفضل العلاج المنزلي، فيمكنه الانتظار يومًا أو يومين. لكن إذا لم يتراجع التورم أو ازداد الألم سوءًا، فعليه مراجعة الطبيب.
ختامًا
الالتواءات شائعة وعادة ما تلتئم من تلقاء نفسها. لكن قد تتطلب الالتواءات الشديدة التي تتسبب في تمزق أو قطع الأربطة تمامًا شهورًا من الشفاء وربما الجراحة.
لا تقم بتجاهل الألم الناجم عن التواء الكاحل أو تفترض أنه لا يوجد شيء يمكن فعله من قبل الطبيب. يمكن أن يؤدي العلاج الفوري إلى تسريع الشفاء وتقليل مخاطر الإصابة المزمنة أو الثانوية، ولا تتردد في علاج التواء الكاحل بالماء الساخن ففوائده الكثيرة ستخفف عليك الكثير من الآلام والإصابات المرافقة للالتواء بشكل كبير.
نتمنى لكم دوام الصحة والسلامة.
مقالة ذات صلة: علاج مرض الأعصاب النفسي بالاعشاب